( فأسبلت العينان والقلبُ كاتمٌ ... بمُغْرَوْرِقٍ نَمَّت عليه سَوَاكِبُهْ ) .
( بكاء فتًى خاف الفِراقَ ولم تُجِلْ ... حوائلَها أسرارُه ومعاتبُهْ ) .
قالت الظريفة فالآن فلتجل ثم أنشدت حتى أتيت على قوله .
( وقد حلفتْ بالله ميّة ما الذي ... أحدّثها إلاّ الذي أنا كاذبُهْ ) .
( إذاً فرمانِي الله من حيثُ لا أرى ... ولا زال في أرضي عدوٌّ أحارِبُهْ ) .
فقالت مية ويحك يا ذا الرمة خف الله وعواقبه ثم أنشدت حتى أتيت على قوله .
( إذا سَرحَتْ من حبّ ميٍّ سوارحٌ ... على القلب أبَّتْه جميعاً عوازِبُهْ ) .
فقالت الظريفة قتلته قتلك الله فقالت مية ما أصحه وهنيئا له فتنفس ذو الرمة تنفيسة كاد حرها يطير بلحيتي ثم أنشدت حتى أتيت على قوله .
( إذا نازعتْك القولَ ميّةُ أو بدَا ... لك الوجهُ منها أو نضا الدِّرعَ سالبُهْ ) .
( فما شئتَ من خدٍّ أسيلٍ ومنطقٍ ... رخيمٍ ومن خَلْقٍ تَعلّل جادبُه ) .
فقالت الظريفة فقد بدا لك الوجه وتنوزع القول فمن لنا بأن ينضو الدرع سالبه فقالت لها مية قاتلك الله فماذا تأتين به فتضاحكت الظريفة وقالت إن لهذين لشأنا فقوموا بنا عنهما فقامت وقمن معها وقمت فخرجت وكنت قريبا حيث أراهما وأسمع ما ارتفع من كلاميهما فوالله ما رأيته تحرك من مكانه الذي خلفته فيه حتى ثاب أوائل الرجال فأتيته فقلت انهض بنا فقد ثاب القوم فودعها فركب وردفته وانصرفنا ومنها