وذكر ابن الزيات عن محمد بن صالح العذري عن الحرمازي قال .
مر الفرزدق على ذي الرمة وهو ينشد .
( أمنزلتي ميٍّ سلام عليكما ... ) .
فلما فرغ قال له يا أبا فراس كيف ترى قال أراك شاعرا قال فما أقعدني عن غاية الشعراء قال بكاؤك على الدمن ووصفك القطا وأبوال الإبل .
حدثني ابن عمار والجوهري وحبيب المهلبي عن ابن شبة عن إسحاق الموصلي عن مسعود بن قند قال .
تذاكرنا ذا الرمة يوما فقال عصمة بن مالك إياي فاسألوا عنه قال كان حلو العينين حسن النغمة إذا حدث لم تسأم حديثه وإذا أنشدك بربر وجش صوته جمعني وإياه مربع مرة فقال لي هيا عصمة إن مية من منقر ومنقر أخبث حي وأقفاه لأثر وأثبته في نظر وأعلمه بشر وقد عرفوا آثار إبلي فهل عندك من ناقة نزدار عليها مية قلت إي والله عندي الجؤذر بنت يمانية الجدلي قال فعلي بها فأتيته بها فركب وردفته فأتينا محلة مية والقوم خلوف والنساء في الرحال فلما رأين ذا الرمة اجتمعن إلى مي وأنخنا قريبا وأتيناهن فجلسن إليهن فقالت ظريفة منهن أنشدنا يا ذا الرمة فقال لي أنشدهن يا عصمة فأنشدت قصيدته التي يقول فيها .
( نظرتُ إلى أظعانِ مَيٍّ كأنها ... ذُرا النّخْل أو أثلٌ تميل ذوائبُهْ )