أخبرني أبو خليفة قال قال محمد بن سلام قال أبو سوار الغنوي .
رأيت مية وإذا معها بنون لها صغار فقلت صفها لي فقال مسنونة الوجه طويلة الخد شماء الأنف عليها وسم جمال فقالت ما تلقيت بأحد من بني هؤلاء إلا في الإبل قلت أفكانت تنشدك شيئا مما قاله ذو الرمة فيها قال نعم كانت تسح سحا ما رأى أبوك مثله .
فأما ابن قتيبة فقال في خبره .
مكثت مية زمانا لا ترى ذا الرمة وهي تسمع مع ذلك شعره فجعلت لله عليها أن تنحر بدنة يوم تراه فلما رأته رجلا دميما أسود وكانت من أجمل الناس قالت واسوأتاه وابؤساه واضيعة بدنتاه فقال ذو الرمة .
( على وَجْه مَيٍّ مَسحةٌ من مَلاحةٍ ... وتحت الثيابِ الشَّيْنُ لو كانَ بادِيا ) .
قال فكشفت ثوبها عن جسدها ثم قالت أشينا ترى لا أم لك فقال .
( ألم تَر أنَّ الماء يخبُثُ طَعْمُهُ ... وإنْ كان لونُ الماء أبيضَ صافيا ) .
فقالت أما ما تحت الثياب فقد رأيته وعلمت أن لا شين فيه ولم يبق إلا أن أقول لك هلم حتى تذوق ما وراءه ووالله لا ذقت ذاك أبدا فقال .
( فيا ضيعةَ الشِّعرِ الذي لجّ فانقضَى ... بِميَّ ولم أملك ضلالَ فؤادِيا ) .
قال ثم صلح الأمر بينهما بعد ذلك فعاد لما كان عليه من حبها .
وذكر محمد بن علي بن حفص الجبيري الحنفي - من ولد أبي جبيرة - أن النوار بنت عاصم المنقرية - وأمها مية صاحبة ذي الرمة - أخبرته وقد ذكر عندها ذا الرمة وأنشدها قوله في أمها