إلا ذا الرمة فأحفظه ذلك وغمه ما سمع منها بحضرة القوم فغضب وانصرف وهو يقول .
( أيا ميّ قد أشمتِّ بي ويحك العِدَا ... وقطَّعتِ حَبْلاً كان يا ميّ باقيا ) .
( فيا ميّ لا مرجوعَ للْوَصْلِ بيننا ... ولكنّ هَجْراً بيننا وتَقَاليا ) .
( ألم تر أنّ الماءَ يخْبثُ طعْمُه ... وإنْ كان لون الماء في العين صافيا ) .
أخبرني الحسن بن علي الأدمي عن ابن مهرويه عن ابن النطاح عن محمد بن الحجاج الأسيدي من بني أسيد بن عمرو بن تميم قال .
مررت على مية وقد أسنت فوقفت عليها وأنا يومئذ شاب فقلت يا مية ما أرى ذا الرمة إلا قد ضيع فيك قوله حيث يقول .
صوت .
( أَما أَنْتَ عن ذِكراك مَيَّة مُقْصِرُ ... ولا أنتَ ناسي العَهْدِ منها فتذكُرُ ) .
( تَهيمُ بها ما تستفيقُ ودُونها ... حِجابٌ وأَبوابٌ وسِتْرٌ مُسَتَّر ) .
قال فضحكت وقالت رأيتني يا بن أخي وقد وليت وذهبت محاسني ويرحم الله غيلان فلقد قال هذا في وأنا أحسن من النار الموقدة في الليلة القرة في عين المقرور ولن تبرح حتى أقيم عندك عذره ثم صاحت يا أسماء اخرجي فخرجت جارية كالمهاة ما رأيت مثلها فقالت أما لمن شبب بهذه وهويها عذر فقلت بلى فقالت والله لقد كنت أزمان كنت مثلها أحسن منها ولو رأيتني يومئذ لا زدريت هذه ازدراءك إياي اليوم انصرف راشدا .
في هذين البيتين لإبراهيم ثاني ثقيل بالوسطى