يتعاوون كالذئاب جوعا فقال أحضريني صبيانك فوالله لأشبعنهم قالت فقمت سريعا فقلت بماذا يا حاتم فوالله ما نام صبيانك من الجوع إلا بالتعليل فقال والله لأشبعن صبيانك مع صبيانها .
فلما جاءت قام إلى فرسه فذبحها ثم قدح نارا ثم أججها ثم دفع إليها شفرة فقال اشتوي وكلي ثم قال أيقظي صبيانك قالت فأيقظتهم ثم قال والله إن هذا للؤم تأكلون وأهل الصوم حالهم مثل حالكم فجعل يأتي الصرم بيتا بيتا فيقول انهضوا عليكم بالنار قال فاجتمعوا حول تلك الفرس وتقنع بكسائه فجلس ناحية فما أصبحوا ومن الفرس على الأرض قليل ولا كثير إلا عظم وحافر وإنه لأشد جوعا منهم وما ذاقه .
حاتم والمحرق عمرو بن هند .
أتى حاتم محرقا فقال له محرق بايعني فقال له إن لي أخوين ورائي فإن يأذنا لي أبايعك وإلا فلا قال فاذهب إليهما فإن أطاعاك فأتني بهما وإن أبيا فأذن بحرب فلما خرج حاتم قال .
( أتاني مِن الريَّان أمْسِ رسالةٌ ... وعُدْوَى وَغيٌّ ما يقول مُواسِلُ ) .
( هُما سألاني ما فعلتَ وإنني ... كذلك عما أحْدثا أنا سائل ) .
( فَقْلْتُ ألا كيف الزمانُ عليكما ... فقالا بِخَيْر كلُّ أرضِك سائلُ ) .
فقال محرق ما أخواه قال طرفا الجبل فقال ومحلوفه لأجللن مواسلا