ابن محمد عن أبي مسكين جعفر بن المحرز بن الوليد عن أبيه قال قال الوليد جده وهو مولى لأبي هريرة سمعت محرز بن أبي هريرة يتحدث قال .
كان رجل يقال له أبو الخيبري مر في نفر من قومه بقبر حاتم وحوله أنصاب متقابلات من حجارة كأنهن نساء نوائح قال فنزلوا به فبات أبو الخيبري ليلته كلها ينادي أبا جعفر اقر أضيافك قال فيقال له مهلا ما تكلم من رمة بالية فقال إن طيئا يزعمون أنه لم ينزل به أحد إلا قراه .
قال فلما كان من آخر الليل نام أبو الخيبري حتى إذا كان في السحر وثب فجعل يصيح واراحلتاه فقال له أصحابه ويلك مالك قال خرج والله حاتم بالسيف وأنا أنظر إليه حتى عقر ناقتي قالوا كذبت قال بلى فنظروا إلى راحلته فإذا هي منخزلة لا تنبعث فقالوا قد والله قراك فظلوا يأكلون من لحمها ثم أردفوه فانطلقوا فساروا ما شاء الله ثم نظروا إلى راكب فإذا هو عدي بن حاتم راكبا قارنا جملا أسود فلحقهم فقال أيكم أبو الخيبري فقالوا هو هذا فقال جاءني أبي في النوم فذكر لي شتمك إياه وأنه قرى راحلتك لأصحابك وقد قال في ذلك أبياتا ورددها حتى حفظتها وهي .
( أبَا خيبريٍّ وأنْتَ امرؤٌ ... ظلُومُ العشيرةِ شَتَّامُها ) .
( فماذا أردْتَ إلى رَمَّة ... ببادِية صَخب هَامُها )