( لعَمْرِي لَقِدْماً عضَّني الجوعُ عَضَّةً ... فآلَيْتُ ألاَّ أمنَع الدَّهْرَ جائعا ) .
( فقُولاَ لهذا اللائمي اليومَ أعفِني ... فإن أنْتَ لم تفعَلْ فعَضّ الأصابِعَا ) .
( فماذا عساكم أن تقُولُوا لأختكم ... سِوَى عَذْلِكم أو عَذْلِ مَنْ كان مانعا ) .
( وماذا ترَوْنَ اليومَ إلاّ طبيعةً ... فكيف بتَرْكي يابْنَ أُمِّ الطَّبَائعا ) .
قال ابن الكلبي وحدثني أبو مسكين قال .
كانت سفانة بنت حاتم من أجود نساء العرب وكان أبوها يعطيها الصرمة بعد الصرمة من إبله فتنهبها وتعطيها الناس فقال لها حاتم يا بنية إن القرينين إذا اجتمعا في المال أتلفاه فإما أن أعطي وتمسكي أو أمسك وتعطي فإنه لا يبقى على هذا شيء .
أخبار في كرم حاتم .
قال ابن الأعرابي .
كان حاتم من شعراء العرب وكان جوادا يشبه شعره جوده ويصدق قوله فعله وكان حيثما نزل عرف منزله وكان مظفرا إذا قاتل غلب وإذا غنم أنهب وإذا سئل وهب وإذا ضرب بالقداح فاز وإذا سابق سبق وإذا أسر أطلق وكان يقسم بالله ألا يقتل واحد أمه .
وكان إذا أهل الشهر الأصم الذي كانت مضر تعظمه في الجاهلية ينحر في كل يوم عشرا من الإبل فأطعم الناس واجتمعوا إليه فكان ممن يأتيه من الشعراء الحطيئة وبشر بن أبي خازم