فلما رأيتها أعجبت بها فقلت لأطلبنها إلى رسول الله ليجعلها من فيئي فلما تكلمت أنسيت جمالها لما سمعت من فصاحتها فقالت .
يا محمد هلك الوالد وغاب الوافد فإن رأيت أن تخلي عني فلا تشمت بي أحياء العرب فإني بنت سيد قومي كان أبي يفك العاني ويحمي الذمار ويقري الضيف ويشبع الجائع ويفرج عن المكروب ويطعم الطعام ويفشي السلام ولم يرد طالب حاجة قط أنا بنت حاتم طيىء .
فقال لها رسول الله يا جارية هذه صفة المؤمن لو كان أبوك إسلاميا لترحمنا عليه خلوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق والله يحب مكارم الأخلاق .
وأم حاتم عتبة بنت عفيف بن عمرو بن امرئ القيس بن عدي بن أخزم وكانت في الجود بمنزلة حاتم لا تدخر شيئا ولا يسألها أحد شيئا فتمنعه .
سخاء أم حاتم .
أخبرني محمد بن الحسن بن دريد قال أخبرنا الحرمازي عن العباس ابن هشام عن أبيه قال .
كانت عتبة بنت عفيف وهي أم حاتم ذات يسار وكانت من أسخى الناس وأقراهم للضيف وكانت لا تليق شيئا تملكه فلما رأى إخوتها إتلافها حجروا عليها ومنعوها مالها فمكثت دهرا لا يدفع إليها شيء منه حتى إذا ظنوا أنها قد وجدت ألم ذلك أعطوها صرمة من إبلها فجاءتها امرأة من هوازن كانت تأتيها في كل سنة تسألها فقالت لها دونك هذه الصرمة فخذيها فوالله لقد عضني من الجوع ما لا أمنع معه سائلا أبدا ثم أنشأت تقول