وأدرك دولة بني العباس فلم تكن له فيها نباهة فهجاهم وفي آخر أيام المنصور مات وكان مع ذلك من أحسن الناس بديهة وأشدهم عارضة وتقدما وشهد أبو عطاء حرب بني أمية وبني العباس فأبلى وقتل غلامه عطاء مع ابن هبيرة وانهزم هو وقيل بل كان أبو عطاء المقتول معه لا غلامه .
أخبرني الحسن بن علي عن أحمد بن الحارث عن المدائني قال .
كان أبو عطاء يقاتل المسودة وقدامه رجل من بني مرة يكنى أبا يزيد وقد عقر فرسه فقال لأبي عطاء أعطني فرسك حتى أقاتل عني وعنك وقد كانا أيقنا بالهلاك فأعطاه أبو عطاء فرسه فركبه المري ثم مضى وترك أبا عطاء فقال أبو عطاء في ذلك .
( لعمرك إنني وأبا يزيد ... لكالساعي إلى وَضَح السَّرَابِ ) .
( رأيْتُ مَخيلةً فطمعتُ فيها ... وفي الطمع المذلَّةُ للرِّقَاب ) .
( فما أعياك مِنْ طلبٍ ورِزقٍ ... كما يعييك في سَرَق الدَّواب ) .
( وأشهد أنْ مرَّة حيُّ صِدْقٍ ... ولكن لستَ منهم في النِّصاب ) .
أخبرني الحسن عن أحمد بن الحارث عن المدائني