( لم تَزَلْ تشتري المحامِدَ قِدماً ... بالرَّبيح الغالي من الأَثمان ) .
فأمر له بوصيف بربري فصيح فسماه عطاء وتكنى به ورواه شعره فكان إذا أراد إنشاد مديح لمن يجتديه أو مذاكرة لشعره أنشده .
أبو عطاء يهجو عنبر الأسدي .
أخبرني علي بن سليمان الأخفش قال حدثنا ثعلب عن أبي العالية الحر بن مالك الشامي قال .
لما أثرى أبو عطاء أعنته مولاه عنبر بن سماك الأسدي حتى ابتاع نفسه منه فقال يهجوه .
( إذا ما كنتَ متخذاً خليلاً ... فلا تَثِقَنْ بكلّ أخِي إخَاء ) .
( وإنْ خُيِّرْتَ بينهمُ فألْصقْ ... بأهل العقل منهم والحياءِ ) .
( فإنَّ العقل ليس له إذا ما ... تُذُوكِرَتِ الفَضَائِلُ مِنْ كِفاء ) .
( وإنَّ النَّوْكَ للأحسابِ غُولٌ ... به تأوِي إلى دَاءٍ عَيَاء ) .
( فلا تَثِقَنْ مِن النَّوكى بشَيْءٍ ... ولو كانوا بَنِي ماءِ السماء ) .
( كعَنْبَرٍ الوثيقِ بناءَ بَيْتٍ ... ولكن عقلُه مِثْلُ الهَبَاء ) .
( وليس بقابلٍ أدباً فَدَعْه ... وكن منه بمنقطعِ الرَّجَاء ) .
قال وكان أبو عطاء من شعراء بني أمية ومداحهم والمنصبي الهوى إليهم