( أتيتُك لا مِنْ قُرْبَةٍ هي بَيْنَنا ... ولا نعمةٍ قَدَّمتُها أستَثيبُها ) .
( ولكن مع الرَّاجِين أن كنتَ مَوْرِداً ... إليه بُغَاةَ الدَّيْن تَهْفُو قلوبها ) .
( أغِثْنِي بِسَجْلٍ مِنْ نَدَاك يكفُّني ... وقاك الرَّدَى مُرْدُ الرِّجَالِ وشِيبُها ) .
( تسمى ابن عبدالله حرا لوصفه ... وتلك العلا يعنى بها من يصيبها ) .
فأعطاه أربعة آلاف درهم فأداها في مكاتبته وعتق .
أخبرني جعفر بن قدامة قال حدثني حماد بن إسحاق عن أبيه قال كان أبو عطاء السندي يجمع بين لثغة ولكنة وكان لا يكاد يفهم كلامه فأتى سليمان ابن سليم فأنشده .
( أعوزَتْني الرُّواةُ يابْنَ سُلِيم ... وأبى أنْ يقيم شِعْرِي لساني ) .
( وغَلَى بالذي أُجَمْجِمُ صَدْرِي ... وجَفَاني بعُجْمَتي سلْطانِي ) .
( وازْدَرَتْني العيونُ إذ كان لَوْنِي ... حالكاً مُجْتَوىً من الألوان ) .
( فضربتُ الأمورَ ظَهْراً لبَطْنٍ ... كيف أحْتَالُ حِيلةً للساني ) .
( وتمنيتُ أنني كنت بالشِّعْر ... فَصِيحاً وبانَ بَعْضُ بَناني ) .
( ثم أصبحتُ قد أنخْتُ رِكابي ... عند رَحْبِ الفِنَاء والأعطان ) .
( فاكفِني ما يَضِيقُ عنه رُوَاتي ... بفصيح مِنْ صَالحِ الغِلمان ) .
( يُفْهِمُ الناسَ ما أقول من الشِّعر ... ِ فإنَّ البيانَ قَدْ أعياني ) .
( فاعْتَمِدْني بالشكر يابْنَ سُلَيم ... في بلادِي وسائرِ البُلدان ) .
( ستُوافيهُمُ قَصائدُ غُرٌّ ... فيك سَبَّاقةٌ لكل لسان ) .
( فقديماً جعلتُ شكري جَزَاء ... كلّ ذِي نعمةٍ بما أوْلاَني )