كسرى لهوذة رأيت هؤلاء الذين قتلوا أساورتي وأخذوا مالي أبينك وبينهم صلح .
قال هوذة أيها الملك بيني وبينهم حساء الموت وهم قتلوا أبي فقال كسرى قد أدركت ثأرك فكيف لي بهم قال هوذة إن أرضهم لا تطيقها أساورتك وهم يمتنعون بها ولكن احبس عنهم الميرة فإذا فعلت ذلك بهم سنة أرسلت معي جندا من أساورتك فأقيم لهم السوق فإنهم يأتونها فتصيبهم عند ذلك خيلك .
ففعل كسرى ذلك وحبس عنهم الأسواق في سنة مجدبة ثم سرح إلى هوذة فأتاه فقال ائت هؤلاء فاشفني منهم واشتف وسرح معهم جوار بودار ورجلا من أردشير خره فقال لهوذة سر مع رسولي هذا فسار في ألف أسوار حتى نزلوا المشقر من أرض البحرين وهو حصن هجر .
وبعث هوذة إلى بني حنيفة فأتوه فدنوا من حيطان المشقر ثم نودي إن كسرى قد بلغه الذي أصابكم في هذه السنة وقد أمر لكم بميرة فتعالوا فامتاروا فانصب عليهم الناس وكان أعظم من أتاهم بنو سعد فجعلوا إذا جاؤوا إلى باب المشقر أدخلوا رجلا رجلا حتى يذهب به إلى المكعبر فتضرب عنقه وقد وضع سلاحه قبل أن يدخل فيقال له ادخل من هذا الباب واخرج من الباب الآخر فإذا مر رجل من بني سعد بينه وبين هوذة إخاء أو رجل يرجوه قال للمكعبر هذا من قومي فيخليه له .
فنظر خيبري بن عبادة إلى قومه يدخلون ولا يخرجون وتؤخذ أسلحتهم