وقال الحبشة على ديني ودين أهل مملكتي وأنتم على دين يهود فخرج من عنده يائسا فخرج عامدا إلى كسرى فانتهى إلى النعمان بن المنذر بالحيرة فدخل عليه فأخبره بما لقي قومه من الحبشة فقال أقم فإن لي على الملك كسرى إذنا في كل سنة وقد حان ذلك .
فلما خرج أخرج معه سيف بن ذي يزن فأدخله على كسرى فقال غلبنا على بلادنا وغلب الأحابيش علينا وأنا أقرب إليك منهم لأني أبيض وأنت أبيض وهم سودان فقال بلادك بلاد بعيدة ولا أبعث معك جيشا في غير منفعة ولا أمر أخافه على ملكي .
فلما أيأسه من النصر أمر له بعشرة آلاف درهم واف وكساه كسا .
فلما خرج بها من باب كسرى نثرها بين الصبيان والعبيد فرأى ذلك أصحاب كسرى فقالوا ذلك له فأرسل إليه لم صنعت بجائزة الملك تنثرها للصبيان والناس فقال سيف وما أعطاني الملك جبال أرضي ذهب وفضة جئت إلى الملك ليمنعني من الظلم ولم آته ليعطيني الدراهم ولو أردت الدراهم كان ذلك في بلدي كثيرا .
فقال كسرى أنظر في أمرك فخرج سيف على طمع وأقام عنده فجعل سيف كلما ركب كسرى عرض له فجمع له كسرى مرازبته وقال ما ترون في هذا العربي وقد رأيته رجلا جلدا فقال قائل منهم إن في السجون قوما قد سجنهم الملك في موجدة عليهم فلو بعثهم الملك معه فإن قتلوا استراح منهم وإن ظفروا بما يريد هذا العربي فهو زيادة في ملك الملك فقال كسرى هذا الرأي وأمر بهم كسرى فأحضروا فوجد ثمانمائة رجل فولى أمرهم رجلا