فقال الملوك لأرياط قد أخبرناك أنه صنع ما قد ترى وقد أبيت إلا حسن الرأي فيه وقد أنصفك وكان أرياط قد عرف بالشجاعة والنجدة وكان جميلا وكان أبرهة قصيرا دميما قبيحا منكر الجمة فاستحيا أرياط من الملوك أن يجبن فبرز بين الصفين ومشى أحدهما إلى صاحبه وحمل عليه أرياط فضرب أبرهة ضربة وقع منها حاجباه وعامة أنفه ووقع بين رجلي أرياط فعمد أبرهة إلى عمامته فشد بها وجهه فسكن الدم والتأم الجرح وأخذ عودا وجعله في فيه وقال أيها الملك إنما أنا شاة فاصنع ما أردت فقد أبصرت أمري ففرح أرياط بما صنع وكان أبرهة قد سم خنجرا وجعله في بطن فخذه كأنه خافية نسر .
أبرهة يقتل أرياط .
فلما رأى أبرهة أن أرياط قد أفلت عنه وهو ينظر يمينا وشمالا لئلا تراه ملوك الحبشة استل خنجره فطعنه في فرج درعه فأثبته وخر أرياط على قفاه وقعد أبرهة على صدره فأجهز عليه فسمي أبرهة الأشرم بتلك الضربة التي شرمت وجهه وأنفه .
فملك أبرهة عشرين سنة ثم ملك بعد أبرهة ابنه يكسوم ثم أخوه مسروق بن أبرهة وأمه ريحانة امرأة ذي يزن أم سيف بن يزن الحميري .
تحرك سيف بن ذي يزن .
فلما طال على أهل اليمن البلاء مشوا إلى سيف بن ذي يزن الحميري فكلموه في الخروج وقالوا إنا نجد فيما روت حمير عن خبر لسطيح أنه يوشك أن هذا البلاء يفرج بيد رجل من أهل بيتك ابن ذي يزن وقد رجونا أن ندرك بثأرنا فأنعم لهم فخرج إلى قيصر ملك الروم فكلمه أن ينصره على الحبشة فأبى