فنادى منادي فيهم فاجتمعوا إليه فبلغ ذلك أرياط أن أبا أصحم أبرهة جمع لك الجموع ودعا الناس إلى قتالك قال أوقد فعل ذلك أبرهة وهو ممن لا بيت له في الحبشة وغضب أرياط غضبا شديدا وقال هو أدنى من ذلك نفسا وبيتا هذا باطل .
قالوا فأرسل إليه فإن أتاك فهو باطل وإن لم يأتك فاعلم أنه كما يقال فأرسل إليه أجب الملك أرياط فجثا أبرهة على ركبتيه وخر لوجهه وأخذ عودا من الأرض فجعله في فيه وقال للرسول اذهب إلى الملك فأخبره بما رأيت مني أنا أخلعه أنا أشد تعظيما له من ذلك وأنا آتيه على أربع قوائم بحساب البهيمة .
فرجع الرسول إلى الملك فأخبره بالخبر فقال ألم أقل لكم قالوا الملك أعقل وأعلم منا .
فلما ولى الرسول من عند أبرهة وتوارى عنه صاح أبرهة في الفقراء من الحبشة فاجتمعوا إليه معهم السلاح والآلة التي كانوا يعملون بها ويهدمون بها مدن اليمن المعاول والكرازين والمساحي ثم صفوا صفا وصفوا خلفه آخر بإزائه فلما أبطأ أبرهة على الملك وهو يرى أنه يأتيه على أربع قوائم كما قال وأتى الرسول أرياط فأخبره بما صنع أبرهة ركب في الملوك ومن تبعه من أتباعهم فلبسوا السلاح وجاؤوا بالفيلة وكان معه سبعة فيلة حتى إذا دنا بعضهم من بعض برز أبرهة بين الصفين فنادى بأعلى صوته يا معشر الحبشة الله ربنا والإنجيل كتابنا وعيسى نبينا والنجاشي ملكنا علام يقتل بعضنا بعضا في مذهب النصرانية هذا رجل وأنا رجل فخلوا بيني وبينه فإن قتلني عاد الملك إلى ما كان عليه من أثرة الأغنياء وهلاك الفقراء وإن قتلته سلمتم وعملت فيكم بالإنصاف بينكم ما بقيت