الحميري وهو يذكر ما دخل على حمير من الذل .
( هونكَ أين ترُدُّ العَيْنُ ما فاتا ... لا تهلِكَنْ أسفاً في إثر من فاتا ) .
( أبعدَ بَيْنونَ لا عَيْنٌ ولا أثر ... وبعد سَلْحون يَبْنِي الناسُ أبياتا ) .
قال فلما ظفر أرياط أخذ الأموال وأظهر العطاء في أهل الشرف فغضبت الحبشة حين أعطى أشرافهم وترك أهل الفقر منهم واستذلهم وأجاعهم وأعراهم وأتعبهم في العمل وكلفهم ما لا يطيقون فجزع من ذلك الفقراء وشكا ذلك بعضهم إلى بعض وقالوا ما نرانا إلا أذلة أشقياء أينما كنا إن كان قتال قدمنا في نحور العدو وإن كان قتل قتلنا وإن كان عمل فعلينا والبلايا علينا والعطايا لغيرنا مع ما يقصينا ويجفونا .
أبرهة وأرياط .
فقال لهم عند ذلك رجل من الحبشة يقال له أبرهة من قواد أرياط لو أن رجلا غضب لغضبكم إذا لأسلمتموه حتى يذبح كما تذبح الشاة قالوا لا والمسيح ما كنا نسلمه أبدا فواثقوه بالإنجيل ألا يسلموه حتى يموتوا عن آخرهم