( إن كان جارُكَ لم تنفعكَ ذِمَّتُه ... وقد شرِبتَ بكأس الغلِّ أنفاسا ) .
( فائْتِ البيوتَ وكُنْ من أهلها صَدداً ... لا تُلْف ناديَهُمْ فُحْشاً ولا باسا ) .
( وثَمَّ كُنْ بفناء البيْتِ مُعْتَصِما ... تَلْقَ ابْنَ حَربٍ وتَلْقٌ المرء عبّاسا ) .
( قَرْمى قُريشٍ وحَلاًّ في ذُؤابتها ... بالمجد والحَزْمِ ما حازا وما ساسا ) .
( ساقِي الحجيج وهذا ياسرٌ فَلَجٌ ... والمجدُ يورثُ أخماساً وأسداسا ) .
فقام العباس وأبو سفيان حتى ردا عليه واجتمعت بطون قريش فتحالفوا على رد الظلم بمكة وألا يظلم رجل بمكة إلا منعوه وأخذوا له بحقه وكان حلفهم في دار ابن جدعان فكان رسول الله يقول ( لقد شهدت حلفا في دار ابن جدعان ما أحب أن لي به حمر النعم ولو دعيت به لأجبت ) .
فقال قوم من قريش هذا والله فضل من الحلف فسمي حلف الفضول .
قال وقال آخرون تحالفوا على مثل حلف تحالف عليه قوم من جرهم في هذا الأمر ألا يقروا ظلما ببطن مكة إلا غيروه وأسماؤهم الفضل بن شراعة والفضل بن قضاعة والفضل بن سماعة .
قال وحدثني محمد بن فضالة عن عبد الله بن سمعان عن ابن شهاب قال .
كان شأن حلف الفضول أن بدء ذلك أن رجلا من بني زبيد قدم مكة معتمرا في الجاهلية ومعه تجارة له فاشتراها منه رجل من بني سهم فأواها إلى بيته ثم تغيب فابتغى متاعه الزبيدي فلم يقدر عليه فجاء إلى بني سهم يستعديهم عليه فأغلظوا عليه فعرف أن لا سبيل إلى ماله فطوف في قبائل قريش يستعين