فبلغ المكشر بن حنظلة العجلي أحد بني سنان قول زيد فخرج في ناس من عجل حتى أغار على بني نبهان فأخذ من نعمهم ما شاء وبلغ ذلك زيد الخيل فخرج على فرسه في فوارس من نبهان حتى اعترض القوم فقال ما لي ولك يا مكشر فقال قولك .
( إذا ما دعوا عجلاً عجلْنا عليهم ... ) .
فقاتلهم زيد حتى استنقذ بعض ما كان في أيديهم ورجع المكشر ببقية ما أصاب فأغار زيد على بني تيم الله بن ثعلبة فغنم وسبى وقال في ذلك .
( إذا عركت عِجْلٌ بنا ذَنْبَ غيْرنا ... عَرَكنا بتَيْم اللاتِ ذنْب بني عجل ) .
وقال أبو عمرو كان حريث بن زيد الخيل شاعرا فبعث عمر بن الخطاب رجلا من قريش يقال له أبو سفيان يستقرىء أهل البادية فمن لم يقرأ شيئا من القرآن عاقبه فأقبل حتى نزل بمحلة بني نبهان فاستقرأ ابن عم لزيد الخيل يقال له أوس بن خالد بن زيد بن منهب فلم يقرأ شيئا فضربه فمات .
فأقامت بنته أم أوس تندبه وأقبل حريث بن زيد الخيل فأخبرته فأخذ الرمح فشد على أبي سفيان فطعنه فقتله وقتل ناسا من أصحابه ثم هرب إلى الشام وقال في ذلك .
( ألاَ بكَّر الناعِي بأوْسِ بن خالد ... أخي الشَّتْوَة الغَبْراءَ والزَّمَنِ المَحْلِ ) .
( فلا تَجْزَعِي يا أمَّ أوسٍ فإنّه ... يلاقي المنايا كلُّ حافٍ وذي نَعْلِ ) .
( فإنْ يقتلوا أوساً عزيزاً فإنني ... تركتُ أبا سُفْيان ملتزِمَ الرَّحْلِ )