وقال أبو عمرو غزت بنو نبهان فزارة وهم متساندون ومعهم زيد الخيل فاقتتلوا قتالا شديدا ثم انهزمت فزارة وساقت بنو نبهان الغنائم من النساء والصبيان ثم إن فزارة حشدت واستعانت بأحياء من قيس وفيهم رجل من سليم شديد البأس سيد يقال له عباس بن أنس الرعلي كانت بنو سليم قد أرادوا عقد التاج على رأسه في الجاهلية فحسده ابن عم له فلطم عينه فخرج عباس من أعمال بني سليم في عدة من أهل بيته وقومه فنزل في بني فزارة وكان معهم يومئذ ولم يكن لزيد المرباع حينئذ وأدركت فزارة بني نبهان فاقتتلوا قتالا شديدا فلما رأى زيد ما لقيت بنو نبهان نادى يا بني نبهان أأحمل ولي المرباع قالوا نعم فشد على بني سليم فهزمهم وأخذ أم الأسود امرأة عباس بن أنس ثم شد على فزارة والأخلاط فهزمهم وقال في ذلك .
( ألاَ ودَّعَتْ جيرانَها أمُّ أسْوَدَا ... وضنَّت على ذي حاجَةٍ أن يُزوّدا ) .
( وأبغضُ أخلاقِ النساء أشَدُّه ... إليّ فلا تُولنَّ أهلي تشددا ) .
( وسائلْ بني نَبْهَان عنّا وعندهم ... بلاءٌ كحدّ السيف إذْ قَطَعَ اليدا ) .
( دَعَوْا مالكاً ثم اتَّصلنا بمالكٍ ... فكلٌّ ذَكا مصباحَهُ فتوقّدا ) .
( وبشرَ بن عمرو قد تركنا مُجَنْدلاً ... ينوء بخطَّار هناك ومَعْبَدا ) .
( تمطّت به قَوْدَاءُ ذاتُ عُلاَلة ... إذا الصِّلْدِم الخِنْذيذ أعْيَا وبَلَّدا ) .
( لقيناهُمُ نستنقذُ الخيلَ كالقنا ... ويستسلبون السَّمْهَريَّ المُقَصَّدا ) .
( فيا رُبَّ قِدْرٍ قد كفَأنا وجَفْنَةٍ ... بذي الرَّمثِ إذ يدعون مَثْنَى ومَوْحَدا )