( تَفَادَى حماةُ القومِ من وقع رمحه ... تَفَادِي ضعافِ الطَّيرِ مِن وقْع أجدل ) .
وقال فيه الحطيئة أيضا .
( وقعْتَ بعَبْس ثم أنعمت فيهم ... ومن آل بدر قد أصبت الأخايرا ) .
( فإنْ يشكروا فالشكرُ أدنى إلى التُّقى ... وإن يكفروا لا ألْف يا زيدُ كافرا ) .
( تركتَ المِياهَ من تميمٍ بَلاقعاً ... بما قد ترى منهم حُلُولاً كراكرا ) .
( وحيَّ سُلَيْمٍ قد أثَرْتَ شَرِيدَهم ... وبالأمس ما قتَّلتَ يا زيد عامرا ) .
فرضي عنه زيد ومن عليه لما قال هذا فيه وعد ذلك ثوابا من الحطيئة وقبله .
الحطيئة يمتنع عن هجاء زيد الخيل .
فلما رجع الحطيئة إلى قومه قام فيهم حامدا لزيد شاكرا لنعمته حتى أسرت طيىء بني بدر فطلبت فزارة وأفناء قيس إلى شعراء العرب أن يهجوا بني لأم وزيدا فتحامتهم شعراء العرب وامتنعت عن هجائهم فصاروا إلى الحطيئة فأبى عليهم وقال اطلبوا غيري فقد حقن دمي وأطلقني بغير فداء فلست بكافر نعمته أبدا قالوا فإنا نعطيك مائة ناقة قال والله لو جعلتموها ألفا ما فعلت ذلك وقال الحطيئة .
( كيف الهجاءُ وما تنفكُّ صالحةً ... من آل لأمٍ بظَهْر الغَيْب تأْتِينا ) .
( المنعمين أقام العِزُّ وسطَهُمُ ... بيضُ الوجُوه وفي الهيجَا مَطَاعِينا ) .
وقد أخبرنا أبو خليفة عن محمد بن سلام قال .
خرج بجير بن زهير والحطيئة ورجل من فزارة يتقنصون الوحش فلقيهم زيد الخيل فافتدى بجير نفسه بفرس كان لكعب أخيه وكعب يومئذ مجاور في بني ملقط من وطيىء وشكا إليه الحطيئة الفاقة فأطلقه