فبعث عامر إلى زيد الخيل دسيسا ينذره فجمع زيد قومه فلقيهم بالمضيق فقاتلهم فأسر الحطيئة وكعب بن زهير قوما منهم فحبسهم فلما طال عليهم الأسر قالوا يا زيد فادنا قال الأمر إلى عامر بن الطفيل فأبوا ذلك عليه فوهبهم لعامر إلا الحطيئة وكعبا فأعطاه كعب فرسه الكميت وشكا الحطيئة الحاجة فمن عليه فقال زيد .
( أقول لعبدَيْ جَرْوَل إذ أسَرْتُهُ ... أثِبْنِي ولا يَغْرُركَ أنك شاعِرُ ) .
( أنا الفارِسُ الحامِي الحقيقةُ والذي ... له المَكْرمات واللُّهى والمآثِرُ ) .
( وقومي رؤوسُ الناسِ والرأسُ قائد ... إذا الحربُ شبَّتْها الأكُفُّ المساعِرُ ) .
( فلستُ إذا ما الموتُ حُوذِرَ وِرْدُهُ ... وأتْرَع حَوْضاهَ وحَمَّجَ ناظِرُ ) .
( بوَقَافةٍ يخشى الحُتُوف تَهَيُّباً ... يُباعِدُني عنها من القُبِّ ضامِر ) .
( ولكنني أغْشَى الحُتوفَ بصَعْدتي ... مجاهرةً إنّ الكريمَ يُجاهِرُ ) .
( وأرْوِي سِناني من دِمَاءٍ عزيزة ... على أهلها إذ لا ترجَّى الأياصِرُ ) .
فقال الحطيئة لزيد .
( إن لم يكن مالِي بآتٍ فإنّني ... سَيأْتي ثنائي زيداً بن مُهَلْهِل ) .
( فأعطيتَ منا الوُدّ يوم لقيتنا ... ومن آل بَدْرٍ شدَّة لم تُهلَّلِ ) .
( فما نلتَنا غَدْراً ولكن صبَحْتَنا ... غداةَ التقينا في المضيق بأخْيَل )