( وما تنفكُّ تُرْحَضُ كلَّ يومٍ ... مِنَ السَّوءات كالطّفْل النهيم ) .
( أكُلَّ الدّهر سعيُك في تبابٍ ... تناغي كلَّ مُومِسة أثيم ) .
فقال له لست كما قال الجعدي ولكني كما قلت .
( لكل جوادٍ عَثْرَةٌ يَسْتقِيلُها ... وعثرةُ مِثْلي لا تُقَال مَدَى الدَّهْرِ ) .
( فَهبنيَ يا حجَّاج أخطأتُ مرَّةً ... وجُرْتُ عن المُثْلَى وغنَّيتُ بالشعر ) .
( فهل لي إذا ما تبتُ عندك توبةً ... تَدارك ما قد فات في سالف العمر ) .
فقال له الحجاج بلى والله لئن تبت لأقبلن توبتك ولأعفين على ما كان من ذنبك ومن لي بذلك يا مالك قال له لك والله به قال حسبي الله ونعم الوكيل فانظر ما تقول قال الحق أصلحك الله لا يخفى على أحد قال فترك مالك الشراب ووفى بعهده وأظهر النسك ثم طما به الشعر وطال عليه ترك اللذات والشراب فقال .
مالك يشرب ولا يقبل العذل .
( وَنَدَمانِ صِدْقٍ قال لي بعد هَدأةٍ ... من الليل قم نَشْرَبْ فقلتُ له مَهْلا ) .
( فقال أبُخْلاً يابْنَ أسماء هاكها ... كُميْتاً كريح المِسْكِ تَزْدهِف العَقْلا ) .
( فتابعْتُه فيما أراد ولم أكُنْ ... بَخِيلاً على النّدمان أو شَكسا وغْلاَ ) .
( ولكنني جَلْدُ القُوَى أبذلُ النَّدى ... وأشربُ ما أُعْطى ولا أقبلُ العَذْلا ) .
( ضحوكٌ إذا ما دبّت الكأسُ في الفتى ... وغيَّره سُكْرٌ وإنْ أكثرَ الجَهْلاَ ) .
قال فبلغ الحجاج أن مالكا قد راجع الشراب فقال لا يأتي مالك بخير