لو سقط إلي هذا الخبر أولا لما قلت ما تقدم فقلت له فأصلحه فقال الآن وقد سار به الكتاب في الآفاق وهذا لا يصلح أو كلاما نحو ما ذكرنا فإن أبا أحمد أخبرنا به على سبيل المذاكرة فحفظته عنه .
المتوكل يبتاع تل بونى .
أخبرني الحسين بن يحيى وجعفر بن قدامة قالا قال حماد حدثني أحمد بن داود السدي قال .
ورد علي كتاب أمير المؤمنين المتوكل وأنا على سواد الكوفة أن ابتع لي تل بونى بما بلغت فابتعتها له فإذا قرية صغيرة على تل قد خرب ما حواليها من الضياع فابتعتها له بعشرة آلاف درهم قال فظننته حركه على طلبها أنه غني .
( حبَّذا ليلتي بتَلّ بَوَنَّى ... ) .
فسألت عن ذلك فعرفت أن جاريته مكتومة غنته هذا الصوت .
قال حماد ومكتومة هذه جارية أهداها أبي إليه لما ولي الخلافة فإنه سأل عنه فعرف أنه قد كف بصره فكتب له بمائة ألف درهم وأمر بإشخاصه إليه مكرما فأشخص إليه وأهدى إليه عدة جوار هذه فيهن .
وروي الهيثم بن عدي عن ابن عياش أن الحجاج دعا يوما بمالك بن أسماء فعاتبه عتابا طويلا ثم قال له أنت والله كما قال أخو بني جعدة .
( إذا ما سَوْأَةٌ غرّاء ماتَتْ ... أتيتَ بسوْءةٍ أُخرى بَهِيم )