( يا لَهْفَ نفسي لهفةَ المفجوع ... ألاّ أرى هَرِماً على مَوْدُوعِ ) .
( مِنْ أجل سيّدنا ومَصْرَع جَنْبه ... عَلِقَ الفؤاد بحنظلٍ مجدوع ) .
مودوع فرسه .
بين ذبيان وعبس .
ثم إن حذيفة بن بدر جمع وتأهب واجتمع معه بنو ذبيان بن بغيض فبلغ بني عبس أنهم قد ساروا إليهم فقال قيس أطيعوني فوالله لئن لم تفعلوا لأتكئن على سيفي حتى يخرج من ظهري قالوا فإنا نطيعك فأمرهم فسرحوا السوام والضعاف بليل وهم يريدون أن يظعنوا من منزلهم ذلك ثم ارتحلوا في الصبح وأصبحوا على ظهر العقبة وقد مضى سوامهم وضعفاؤهم فلما أصبحوا طلعت عليهم الخيل من الثنايا فقال قيس خذوا غير طريق المال فإنه لا حاجة للقوم أن يقعوا في شوكتكم ولا يريدون بكم في أنفسكم شرا من ذهاب أموالكم فأخذوا غير طريق المال .
فلما أدرك حذيفة الأثر ورآه قال أبعدهم الله وما خيرهم بعد ذهاب أموالهم فاتبع المال .
وسارت ظعن بني عبس والمقاتلة من ورائهم وتبع حذيفة وبنو ذبيان المال فلما أدركوه ردوه أوله على آخره ولم يفلت منهم شيء وجعل الرجل يطرد ما قدر عليه من الإبل فيذهب بها وتفرقوا واشتد الحرب فقال قيس بن زهير يا قوم إن القوم قد فرق بينهم المغنم فاعطفوا الخيل في آثارهم فلم تشعر بنو ذبيان إلا والخيل دوائس فلم يقاتلهم كبير أحد وجعل بنو ذبيان إنما همة الرجل في غنيمته أن يحوزها ويمضي بها