فزعم بعض الناس أنهم كانوا ودوا عوف بن بدر بمائة من الإبل متلية أي قد دنا نتاجها وأنه أتى على تلك الإبل أربع سنين وأن حذيفة بن بدر أراد أن يردها بأعيانها فقال له سنان بن خارجة المري أتريد أن تلحق بنا خزاية فنعطيهم أكثر مما أعطونا فتسبنا العرب بذلك فأمسكها حذيفة وأبى بنو عبس أن يقبلوا إلا إبلهم بعينها فمكث القوم ما شاء الله أن يمكثوا .
مقتل مالك بن بدر .
ثم إن مالك بن بدر خرج يطلب إبلا له فمر على بني رواحة فرماه جندب - أحد بني رواحة - بسهم فقتله فقالت ابنة مالك بن بدر في ذلك .
( لِلَّهِ عَيْنا مَنْ رأى مِثْلَ مالكٍ ... عَقيرةَ قَوْمٍ أنْ جَرَى فَرَسانِ ) .
( فليتهما لم يَشْربا قطُّ قطرةً ... وليتهما لم يُرْسلا لِرهان ) .
( أُحِلَّ به مِنْ جندب أمس نَذْره ... فأيُّ قتيلٍ كان في غطفان ) .
( إذا سجعَتْ بالرَّقْمَتَيْن حَمامةٌ ... أو الرَّسِّ تبْكِي فارسَ الكَتفانِ ) .
فرس له كانت تسمى الكتفان .
ثم إن الأسلع بن عبد الله بن ناشب بن زيد بن هدم بن أد بن عوذ بن غالب بن قطيعة بن عبس مشى في الصلح ورهن بني ذبيان ثلاثة من بنيه وأربعة من بني أخيه حتى يصطلحوا جعلهم على يدي سبيع بن عمرو من بني ثعلبة بن سعد بن ذبيان فمات سبيع وهم عنده .
فلما حضرته الوفاة قال لابنه مالك بن سبيع إن عندك مكرمة لا تبيد إن أنت احتفظت بهؤلاء الأغيلمة وكأني بك لو قدمت قد أتاك حذيفة خالك - وكانت أم مالك هذا ابنة بدر - فعصر عينيه وقال هلك سيدنا ثم خدعك عنهم حتى