عبس يقال له سراقة راهن شابا من بني بدر - وقيس غائب - على أربع جزائر من خمسين غلوة فلما جاء قيس كره ذلك وقال له لم ينته رهان قط إلا إلى شر ثم أتى بني بدر فسألهم المواضعة فقالوا لا حتى نعرف سبقنا فإن أخذنا فحقنا وإن تركنا فحقنا .
فغضب قيس ومحك وقال أما إذ فعلتم فأعظموا الخطر وأبعدوا الغاية قالوا فذلك لك فجعلوا الغاية من واردات إلى ذات الإصاد وذلك مائة غلوة والثنية فيما بينهما وجعلوا القصبة في يدي رجل من بني ثعلبة بن سعد يقال له حصين ويقال رجل من بني العشراء من بني فزارة وهو ابن أخت لبني عبس وملؤوا البركة ماء وجعلوا السابق أول الخيل يكرع فيها .
ثم إن حذيفة بن بدر وقيس بن زهير أتيا المدى الذي أرسلن منه ينظران إلى الخيل كيف خروجها منه فلما أرسلت عارضاها فقال حذيفة خدعتك يا قيس قال ترك الخداع من أجرى من مائة فأرسلها مثلا .
ثم ركضا ساعة فجعلت خيل حذيفة تبر وخيل قيس تقصر فقال حذيفة سبقتك يا قيس فقال جري المذكيات غلاب فأرسلها مثلا ثم ركضا ساعة فقال حذيفة إنك لا تركض مركضا فأرسلها مثلا وقال سبقت خيلك يا قيس فقال قيس رويدا يعلون الجدد فأرسلها مثلا .
قال وقد جعل بنو فزارة كمينا بالثنية فاستقبلوا داحسا فعرفوه فأمسكوه وهو السابق ولم يعرفوا الغبراء وهي خلفه مصلية حتى مضت الخيل واستهلت من