رآها الفرس ودى وصهل فضحك شبان من الحي رأوه فاستحيت الفتاتان فأرسلتاه فنزا على جلوى فوافق قبولها فأقصت ثم أخذه لهما بعض الحي فلحق بهما حوط وكان رجلا شريرا سيىء الخلق فلما نظر إلى عين الفرس قال والله لقد نزا فرسي فأخبراني ما شأنه فأخبرتاه الخبر فقال يا آل رياح لا والله لا أرضى أبدا حتى أخرج ماء فرسي فقال له بنو ثعلبة والله ما استكرهنا فرسك إنما كان منفلتا فلم يزل الشر بينهما حتى عظم .
فلما رأى ذلك بنو ثعلبة قالوا دونكم ماء فرسكم فسطا عليها وأدخل يده في ماء وتراب ثم أدخلها في رحمها حتى ظن أنه قد أخرج الماء واشتملت الرحم على ما كان فيها فنتجها قرواش مهرا فسماه داحسا لذلك وخرج كأنه أبو ذو العقال وفيه يقول جرير .
( إنَّ الجيادَ يَبِتْنَ حَوْلَ خِبائنا ... مِنْ آلِ أعوجَ أو لذِي العُقَّالِ ) .
وأعوج فرس لبني هلال .
فلما تحرك المهر سام مع أمه وهو فلو يتبعها وبنو ثعلبة سائرون فرآه حوط فأخذه فقالت بنو ثعلبة يا بني رياح ألم تفعلوا فيه أول مرة ما فعلتم ثم هذا الآن فقالوا هو فرسنا ولن نترككم أو نقاتلكم عنه أو تدفعوه إلينا .
فلما رأى ذلك بنو ثعلبة قالوا إذا لا نقاتلكم عنه أنتم أعز علينا هو فداؤكم ودفعوه إليهم .
فلما رأى ذلك بنو رياح قالوا والله لقد ظلمنا إخوتنا مرتين ولقد حلموا