أنت قال لا والله لقد كذب علي ابن الحمق اللئيم فقال النعمان أف لهذا الغلام لقد خبث علي طعامي فقال أبيت اللعن أما إني لقد فعلت بأمه فقال لبيد أنت لهذا الكلام أهل وهي من نساء غير فعل وأنت المرء فعل هذا بيتيمة في حجره .
فأمر النعمان ببني جعفر فأخرجوا وقام الربيع فانصرف إلى منزله فبعث إليه النعمان بضعف ما كان يحبوه به وأمره بالانصراف إلى أهله .
وكتب إليه الربيع إني قد تخوفت أن يكون قد وقر في صدرك ما قاله لبيد ولست برائم حتى تبعث من يجردني فيعلم من حضرك من الناس أني لست كما قال فأرسل إليه إنك لست صانعا بانتفائك مما قال لبيد شيئا ولا قادرا على ما زلت به الألسن فالحق بأهلك .
فقال الربيع .
( لئن رحلت جِمالي إنَّ لي سعةً ... ما مِثْلُها سَعة عَرْضاً ولا طُولاً ) .
( بحيْثُ لو وُزنت لَخْمٌ بأجمعها ... لم يَعْدِلُوا ريشة من ريش سمويلا ) .
( تَرْعَى الرَّوائمُ أحرارَ البقُول بها ... لا مِثْلَ رَعْيكم مِلْحاً وغَسْويلا ) .
( فابرُقْ بأرضك يا نعمان متّكِئاً ... مع النطاسيّ يوماً وابن توفيلا ) .
فكتب إليه النعمان .
( شَرِّدْ برَحْلك عني حيثُ شئتَ ولا ... تكثَرْ عليّ وَدَعْ عنك الأباطيلا )