يعلمونه بذلك فأقبل حتى دخل على زياد فقال له مرحبا يا أبا عبد الرحمن حرب في أيام الحرب وحرب وقد سالم الناس على نفسها تجني براقش فقال له ما خلعت يدا عن طاعة ولا فارقت جماعة وإني لعلى بيعتي فقال هيهات يا حجر أتشج بيد وتأسو بأخرى وتريد إذا أمكننا الله منك أن نرضى هيهات والله فقال ألم تؤمنني حتى آتي معاوية فيرى في رأيه قال بلى انطلقوا به إلى السجن .
فلما مضي به قال أما والله لولا أمانة ما برح حتى يلقط عصبه فأخرج وعليه برنس في غداة باردة فحبس عشر ليال وزياد ماله عمل غير الطلب لرؤوس أصحاب حجر .
فخرج عمرو بن الحمق ورفاعة بن شداد حتى نزلا المدائن ثم ارتحلا حتى أتيا الموصل فأتيا جبلا فكمنا فيه وبلغ عامل ذلك الرستاق - وهو رجل من همدان يقال له عبيد الله بن بلتعة - خبرهما فسار إليهما في الخيل ومعه أهل البلد فلما انتهى إليهما خرجا فأما عمرو فكان بطنه قد استسقى فلم يكن عنده امتناع وأما رفاعة فكان شابا قويا فوثب على فرس له جواد وقال لعمرو أقاتل عنك قال وما ينفعني أن تقتل انج بنفسك فحمل عليهم فأفرجوا له حتى أخرجه فرسه وخرجت الخيل في طلبه وكان راميا فلم يلحقه فارس إلا رماه فجرحه أو عقره فانصرفوا عنه فأخذ عمرو بن الحمق فسألوه من أنت فقال من إن تركتموه كان أسلم لكم وإن قتلتموه كان أضر عليكم