فبينا عبد الله بن أبي يتردد على بغلة له قريبا من بعاث يتحسس أخبار القوم إذ طلع عليه بعمرو بن النعمان ميتا في عباءة يحمله أربعة إلى داره فلما رآه عبد الله بن أبي قال من هذا قالوا عمرو بن النعمان قال ذق وبال العقوق .
وانهزمت الخزرج ووضعت الأوس فيهم السلاح وصاح صائح يا معشر الأوس أسجحوا ولا تهلكوا إخوتكم فجوارهم خير من جوار الثعالب .
فتناهت الأوس وكفت عن سلبهم بعد إثخان فيهم وسلبتهم قريظة والنضير وحملت الأوس حضيرا من الجراح التي به وهم يرتجزون حوله ويقولون .
( كَتِيبة زَيَّنَها مَوْلاها ... لا كَهْلُها هِدٌّ ولا فَتاها ) .
وجعلت الأوس تحرق على الخزرج نخلها ودورها فخرج سعد بن معاذ الأشهلي حتى وقف على باب بني سلمة وأجارهم وأموالهم جزاء لهم بيوم الرعل وكان للخزرج على الأوس يوم يقال له يوم مغلس ومضرس وكان سعد بن معاذ حمل يومئذ جريحا إلى عمرو بن الجموح الحرامي فمن عليه