وجدوا مس السلاح فولوا مصعدين في حرة قورى نحو العريض وذلك وجه طريق نجد فنزل حضير وصاحت بهم الخزرج أين الفرار ألا إن نجدا سنة - أي مجدب - يعيرونهم .
فلما سمع حضير طعن بسنان رمحه فخذه ونزل وصاح واعقراه والله لا أريم حتى أقتل فإن شئتم يا معشر الأوس أن تسلموني فافعلوا .
فتعطفت عليه الأوس وقام على رأسه غلامان من بني عبد الأشهل يقال لهما محمود ولبيد - ابنا خليفة بن ثعلبة - وهما يومئذ معرسان ذوا بطش فجعلا يرتجزان ويقولان .
( أيَّ غلامَيْ ملكٍ تَرانا ... في الحَرْبِ إذ دَارَتْ بنا رَحانا ) .
( وعدَّدَ الناسُ لنَا مَكانا ... ) .
مقتل عمرو بن النعمان وانهزام الخزرج .
فقاتلا حتى قتلا وأقبل سهم حتى أصاب عمرو بن النعمان رأس الخزرج فقتله لا يدرى من رمى به إلا أن بني قريظة تزعم أنه سهم رجل يقال له أبو لبابة فقتله