فيها ثم يكون ما الله أعلم به وإن كنت تكرهها تركتها إن شاء الله .
( ألاَ قد أرى أنَّ الثَّواءَ قَلِيلُ ... وأنْ لَيْس يَبْقَى للخليلِ خَلِيلُ ) .
( وإني وإنْ مُكّنْتُ في العَيْشِ حِقْبَةً ... كذِي سَفَرٍ قد حان منه رَحِيلُ ) .
( فهلْ لي إلى أنْ تنظرَ العيْنُ مَرَّةً ... الى ابْنِ هشامٍ في الحياةِ سَبيلُ ! ) .
( فقد خِفْتُ أنْ ألْقَى المنايا بحَسْرةٍ ... وفي النَّفْسِ مِنه حاجةٌ وغَلِيلُ ) .
وأما بعد فإني أعلم أنك - وإن لم تسل عن حالي - تحب أن تعلمها وأن تأتيك عني سلامة فأنا يوم كتبت إليك سالم البدن مريض القلب .
وبعد فأنا - جعلت فداك - في صنعة كتاب مليح ظريف فيه تسمية القوم ونسبهم وبلادهم وأسبابهم وأزمنتهم وما اختلفوا فيه من غنائهم وبعض أحاديثهم وأحاديث قيان الحجاز والكوفة والبصرة المعروفات والمذكورات وما قيل فيهن من الأشعار ولمن كن وإلى من صرن ومن كان يغشاهن ومن كان يرخص في السماع من الفقهاء والأشراف فأعلمني رأيك فيما تشتهي لأعمل على قدر ذلك إن شاء الله .
وقد بعثت إليك بأنموذج فإن كان كما قال القائل قبح الله كل دن أوله دردي لم نتجشم إتمامه وربحنا العناء فيه وإن كان كما قال العربي إن الجواد عينه فراره أعلمتنا فأتممناه مسرورين بحسن رأيك فيه إن شاء الله .
وهذا مما يدل على أن كتاب الأغاني المنسوب إلى إسحاق ليس له وإنما ألف ما رواه حماد ابنه عنه من دواوين القدماء غير مختلط بعضها ببعض