خبر لإسحاق وابن هشام .
وهذا الشعر يقوله في علي بن هشام أيام كان إسحاق بالبصرة وله إليه رسالة حسنة هذا موضع ذكرها أخبرنا بها علي بن يحيى المنجم عن أبيه ووقعت إلينا من عدة وجوه .
أن إسحاق كتب إلى علي بن هشام جعلت فداك بعث إلي أبو نصر مولاك بكتاب منك إلي يرتفع عن قدري ويقصر عنه شكري فلولا ما أعرف من معانيه لظننت أن الرسول غلط بي فيه فما لنا ولك يا عبد الله تدعنا حتى إذا أنسينا الدنيا وأبغضناها ورجونا السلامة من شرها أفسدت قلوبنا وعلقت أنفسنا فلا أنت تريدنا ولا أنت تتركنا فبأي شيء تستحل هذا فأما ما ذكرته من شوقك إلي فلولا أنك حلفت عليه لقلت .
( يا مَنْ شكا عَبَثاً إلينا شَوْقَهُ ... شَكْوَى المُحِبِّ وليس بالمُشْتاقِ ) .
( لو كنْتَ مشتاقاً إلَيَّ تُرِيدُني ... ما طِبْتَ نفساً ساعةً بفِراقِي ) .
( وحفِظْتَني حِفْظ الخليلِ خلِيلَه ... ووفيْتَ لي بالعَهْدِ والميثاقِ ) .
( هيهاتَ قد حدثَتْ أمورٌ بَعْدَنا ... وشُغِلْتَ باللذَّاتِ عن إسحاقِ ) .
وقد تركت - جعلت فداك - ما كرهت من العتاب في الشعر وغيره وقلت أبياتا لا أزال أخرج بها إلى ظهر المربد وأستقبل الشمال وأتنسم أرواحكم