وحدثني بعض أصدقائنا عن أبي بكر بن دريد - ولم أسمعه منه - قال حدثنا عبد الرحمن بن أخي الأصمعي عن عمه ووجدته أيضا في بعض الكتب بغير هذا الإسناد عن الأصمعي فجمعت الحكايتين قال .
مررت بالكوفة وإذا أنا بجارية تطلع من جدار إلى الطريق وفتى واقف وظهره إلي وهو يقول لها أسهر فيك وتنامين عني وتضحكين مني وأبكي وتستريحين وأتعب وأمحضك المودة وتمذقينها لي وأصدقك وتنافقيني ويأمرك عدوي بهجري فتطيعينه ويأمرني نصيحي بذلك فأعصيه ثم تنفس وأجهش باكيا فقالت له إن أهلي يمنعونني منك وينهونني عنك فكيف أصنع فقال لها .
( أطَعْتِ الآمِريكِ بصَرْمِ حَبْلِي ... مُرِيهم في أحِبَّتهم بِذاكِ ) .
( فإنْ هُمْ طاوَعُوك فطاوِعيهم ... وإنْ عاصَوْك فاعصي مَنْ عَصَاكِ ) .
ثم التفت فرآني فقال يا فتى ما تقول أنت فيما قلت فقلت له والله لو عاش ابن أبي ليلى ما حكم إلا بمثل حكمك .
تمت أخبار ابن الدمينة .
صوت .
( وإنَّ الذي بَيْنِي وبَيْنَ بَنِي أبي ... وبَيْنَ بني عَمِّي لمُخْتَلِفٌ جِدّا ) .
( فما أحْمِل الحقد القديم عليهمُ ... وليس رئيس القوم من يحمل الحِقدا ) .
( وليسوا إلى نَصْري سِرَاعا وإنْ همُ ... دعَوْني إلى نَصْرٍ أتيتهُم شَدّا ) .
( إذا أكلوا لَحْمِي وفَرْتُ لحومَهم ... وإنْ هَدمُوا مَجْدِي بنيتُ لهم مَجْدا ) .
( يعاتِبُني في الدِّينِ قومِي وإنما ... تديَّنْت في أشياء تُكسبهم حَمْدا )