تحرك كعب بن زهير وهو يتكلم بالشعر فكان زهير ينهاه مخافة أن يكون لم يستحكم شعره فيروى له ما لا خير فيه فكان يضربه في ذلك فكلما ضربه يزيد فيه فغلبه فطال عليه ذلك فأخذه فحبسه فقال والذي أحلف به لا تتكلم ببيت شعر إلا ضربتك ضربا ينكلك عن ذلك فمكث محبوسا عدة أيام ثم أخبر أنه يتكلم به فدعاه فضربه ضربا شديدا ثم أطلقه وسرحه في بهمة وهو غليم صغير فانطلق فرعى ثم راح عشية وهو يرتجز .
( كأنما أحْدُو ببَهمي عِيرَا ... من القُرَى مُوقرةً شعيراً ) .
فخرج إليه زهير وهو غضبان فدعا بناقته فكفلها بكسائه ثم قعد عليها حتى انتهى إلى ابنه كعب فأخذ بيده فأردفه خلفه ثم خرج فضرب ناقته وهو يريد أن يبعث ابنه كعبا ويعلم ما عنده من الشعر فقال زهير حين برز إلى الحي .
( إني لتُعْدِيني على الحيّ جَسْرَةٌ ... تَخُبُّ بِوَصَّالٍ صَرُومٍ وتُعْنِقُ ) .
ثم ضرب كعبا وقال له أجز يا لكع فقال كعب .
( كبُنْيانةِ القَرْئيّ موضعُ رحلها ... وآثارُ نِسْعَيْها من الدَّفِّ أبْلَقُ ) .
فقال زهير