أنشدني علي بن سليمان الأخفش لعلي بن هشام يعاتب بذلا في جفوة نالته منها .
( تغَيَّرْتِ بَعْدِي والزمانُ مُغَيِّرٌ ... وخِسْتِ بعَهْدِي والملوكُ تَخِيسُ ) .
( وأظهرتِ لي هَجْراً وأخفَيْتِ بِغَضةً ... وقرَّبْتِ وَعْداً واللسانُ عَبُوسُ ) .
( وممَّا شجاني أنني يوْمَ زُرْتُكمْ ... حُجِبْت وأعدائي لدَيْكَ جُلوسُ ) .
( وفِي دُون ذا ما يَسْتَدِلُّ به الفَتَى ... على الغَدْرِ مِنْ أحْبابه ويَقِيسُ ) .
( كفرتُ بديْنِ الحُبِّ إنْ طُرتُ بابَكم ... وتلك يَمينٌ - ما علمت - غَمُوسُ ) .
( فإنْ ذَهَبَتْ نفسي عليكم تَشوُّقاً ... فقد ذهبتْ للعاشقين نُفوسُ ) .
( ولو كان نَجْمِي في السُّعودِ وَصَلْتُمُ ... ولكنْ نجومُ العاشقينَ نُحُوسُ ) .
وأخبرني أبو العباس الهشامي المشك عن أهله أن علي بن هشام كان يهوى بذلا ويكتم ذلك وأنها هجرته مدة فكتب إليها بهذه الأبيات .
وذكر محمد بن الحسن أن أبا حارثة حدثه عن أخيه أن معاوية قال قالت لي بذل كنت أروي ثلاثين ألف صوت فلما تركت الدرس أنسيت نصفها فذكرت قولها لزرزر الكبير فقال كذبت الزانية .
إجادتها صنعة الغناء .
قال وحدثني أحمد بن محمد بن الفيزران عن بعض أصحابه - أن