فقال لي ابن أبي السعلاء الشاعر إنه أراد العبث بك وهو نبطي فأجبه على هذا قال فقلت له لا أعرف هذا ولكني أعرف الذي يقول .
( إذا أحببت أنْ تبصر ... شيئاً يعجبُ الخَلْقَا ) .
( فصوِّر هاهنا زْوراً ... وصوِّر ههنا فَلْقا ) .
( فإنْ لم يَدْنُوَا حتى ... ترى خَلْقَيهما خَلقَا ) .
( فكذِّبْها بما لاقَتْ ... وكذِّبه بما يَلْقى ) .
فعرض بالعباس أنه نبطي فضحك الفضل فوجم العباس فقال له الفضل قد كنت نهيتك عنه فلم تقبل .
أخبرني محمد بن يحيى قال حدثني محمد بن الفضل الهاشمي قال حدثني أبو توبة الحنفي قال .
العباس بن الأحنف والجارية فوز .
وجه العباس بن الأحنف رسولا إلى فوز فعاد فأخبره أنها تجد صداعا وأنه رآها معصوبة الرأس فقال العباس .
( عصبَتْ رأسَها فليتَ صُدَاعاً ... قد شَكَتْه إليّ كان بِراسِي ) .
( ثم لا تشتكِي وكان لها الأجْر ... ُ وكنتُ السَّقَامَ عنها أُقاسِي ) .
( ذاكَ حتى يقولَ لِي مَنْ رآني ... هكذا يفعلُ المحِبُّ المُواسِي ) .
قال فبرئت ثم نكست فقال .
( إنَّ التي هامت بها النَّفْسُ ... عاودَها مِنْ عارضٍ نُكْسُ ) .
( كانت إذا ما جاءها المُبْتَلَى ... أبرأهُ مِنْ كفِّها اللَّمْسُ ) .
( وَابأبي الوجْهُ المليحُ الّذي ... قد عشِقَتْهُ الجنُّ والإِنْسُ ) .
( إنْ تكنِ الحمَّى أضرَّتْ به ... فربما تَنْكَسِفُ الشمسُ )