أيوب بن عباية قال .
كان الوليد بن عثمان ذا غلة في الحجاز يخرج إليها في زمان التمر بنفر من قومه يجنون له ويعاونونه فكان إذا حضر خروجهم دفع إليهم نفقات لأهليهم إلىرجعتهم فخرج بهم مرة كما كان يخرج وفيهم ابن سيحان فأتى ابن سيحان كتاب من أهله يسألونه القدوم لحاجة لا بد منها فاستأذنه فأذن له فقال له ابن سيحان زودوني من شرابكم هذا فزودوه إداوة ملأها له من شرابهم فكان يشربها في طريقه حتى قدم على أهله فألقاها في جانب بيته فارغة فمكث زمانا لا يذكرها ثم كنسوا البيت فرآها ملقاة في الكناسة فقال .
( لا تَبْعَدَنَّ إداوةٌ مطروحةٌ ... كانت حَدِيثاً للشراب العاتِقِ ) .
( إن تُصْبِحي لا شيءَ فيكِ فرُبَّما ... أُتْرِعْتِ من كأسٍ تَلَذُّ لِذائِقِ ) .
( بأبي الوليدُ وأُمِّ نفسي كُلَّما ... بَدَتِ النجومُ وذَرّ قَرْنُ الشارِقِ ) .
( كم عندَه من نائلٍ وسَمَاحةٍ ... وشمائلٍ مَيْمُونةٍ وخلائِقِ ) .
( وكرامةٍ للمُعْتَفِين إذا اعْتَفَوْا ... في ماله حَقَّا وقَوْلٍ صادِقِ ) .
( أَثْوَى فأَكرَمَ في الثَّوَاءِ وقُضِّيَتْ ... حاجاتُنَا من عندِ أَرْوَعَ باسِقِ ) .
( لَمَّا أتيناهُ أَتَيناُ ماجد الأخلاق ... سَبَّاقاً لِقَرْمٍ سابِقِ ) .
( قال الوليدُ يَدِي لكم رَهْنٌ بما ... حَاوَلْتُمُ من صامتٍ أو ناطِقِ ) .
( فإِلى الوليدِ اليومَ حَنَّتْ ناقتي ... تَهْوِي بِمُغْبَرِّ المُتُونِ سَمَالِقِ ) .
( حَنَّتْ إلى بَرْقٍ فقلتُ لها قِري ... بَعْضَ الحَنِينِ فإِنَّ شَجْوَكِ شائقي ) .
مروان والوليد بن عثمان يضر بانه الحد ) .
أخبرني عمي قال حدثني محمد بن عبد الله التميمي الأصبهاني المعروف بالحزنبل قال حدثني عمرو بن أبي عمرو الشيباني عن أبيه وأخبرني الحسين بن يحيى المرداسي قال قال حماد بن إسحاق قرأت على أبي قالا جميعا