فقال لا تثريب يا أمير المؤمنين إن رأيت أن تمحو عني قولي الكاذب قال بماذا قال بقولي الصادق .
( أورثَتْهُ الحصانُ أمُّ هِشامٍ ... حَسَباً ثاقِباً ووَجْهاً نَضِيرا ) .
( وتعاطَى به ابنُ عائشةَ البدر ... َ فأمسى له رَقيباً نَظِيرَا ) .
( وكساه أبو الخلائف مَرْوَان ... ُ سَنِيَّ المكارِم المأثورَا ) .
( لم تجهَّمْ لَهُ البِطاحُ ولكِنْ ... وَجَدَتْها لَهُ مغاراً ودُورا ) .
وكان هشام متكئا فاستوى جالسا وقال هكذا فليكن الشعر - يقولها لسالم بن عبد الله بن عمر وكان إلى جانبه - ثم قال قد رضيت عنك يا كميت فقبل يده وقال يا أمير المؤمنين إن رأيت أن تزيد في تشريفي ولا تجعل لخالد علي إمارة قال قد فعلت وكتب له بذلك وأمر له بأربعين ألف درهم وثلاثين ثوبا هشامية وكتب إلى خالد أن يخلي سبيل امرأته ويعطيها عشرين ألفا وثلاثين ثوبا ففعل ذلك .
الكميت وخالد بن عبد الله .
وله مع خالد أخبار بعد قدومه الكوفة بالعهد الذي كتب له منها أنه مر به خالد يوما وقد تحدث الناس بعزله عن العراق فلما جاز تمثل الكميت .
( أراها - وإن كانت تُحَبُّ - كأنها ... سحابةُ صَيْفٍ عن قليل تَقَشَّعُ ) .
فسمعه خالد فرجع وقال أما والله لا تنقشع حتى يغشاك منها شؤبوب برد ثم أمر به فجرد فضربه مائة سوط ثم خلى عنه ومضى هذه رواية ابن حبيب