حكَّمتنا واحتكمت فقال أبو تمام أنا أشبهك بداود عليه السلام وأشبه نفسي بخصمه فقال الحسن لو كان هذا منظوما خفناه فأما وهو منثور فلا لأنه عارض لا حقيقة له فقال أبو تمام .
( أبا عليٍّ لصرِف الدهر والغِيَرِ ... وللحوادث والأيامِ والعِبَرِ ) .
( أذكرتني أمر داودٍ وكنتُ فتًى ... مُصَرَّف القلب في الأهواء والفِكر ) .
( أعندك الشمس لم يَحظ المغيبُ بها ... وأنت مضطربُ الأحشاء للقمر ) .
( إن أنت لم تترك السير الحثيث إلى ... جآذر الرومِ أعنقنا إلى الخَزَر ) .
( إن القَطُوبَ له مني محلُّ هوًى ... يَحل مني محلَّ السمع والبصر ) .
( وربّ أمنعَ منه جانباً وحِمًى ... أمسى وتِكَّتُهُ منِّي على خَطَر ) .
( جَرَّدتُ فيه جنودَ العزم فانكشفت ... منه غَيابتُها عن نَيكة هَدَر ) .
( سبحانَ من سَبَّحتْهُ كلُّ جارحةٍ ... ما فيك من طَمَحان الأير والنظر ) .
( أنت المقيمُ فما تغدو رواحلُه ... وأيرُه أبدا منه على سفر ) .
أخبرني الصولي قال حدثني عبد الله بن الحسين قال حدثني وهب بن سعيد قال .
جاء دعبل إلى الحسن بن وهب في حاجة بعد موت أبي تمام فقال له رجل في المجلس يا أبا علي أنت الذي تطعن علي من يقول .
( شَهِدتُ لقد أقوتْ مغانيكُمُ بعدِي ... ومَحَّتْ كما محت وشائعُ من بُرْدِ ) .
( وأَنجدتم من بعد إتهام داركُمْ ... فيا دمعُ أنجدنِي على ساكني نجدِ )