ثقيف هات تلك المخلاة فجاء بمخلاة فيها دفاتر فجعل يمرها على يده حتى أخرج منها دفترا فقال اقرأوا هذا فنظرنا فيه فإذا فيه قال مكنف أبو سلمى من ولد زهير بن أبي سلمى وكان هجا ذفافة العبسي بأبيات منها .
( إن الضُّراطَ به تصاعدَ جَدُّكُم ... فتعاظموا ضَرطاً بني القَعقاعِ ) .
قال ثم مات ذفافة بعد ذلك فرثاه فقال .
( أبعد أبي العباس يُسْتَعذَبُ الدهرُ ... فما بعده للدهر حسنٌ ولا عُذْرُ ) .
( ألا أيُّها الناعي ذُفافةَ والندَى ... تَعَسْت وشَلَّت من أناملك العشر ) .
( أتنعَى لنا مِنْ قيس عيلانَ صَخرة ... تفلَّق عنها من جبالِ العِدا الصخر ) .
( إذا ما أبو العباس خَلَّى مكانه ... فلا حَمَلتْ أنثى ولا نالَها طُهْرُ ) .
( ولا أمطرتْ أرضاً سماءٌ ولا جرتْ ... نجومٌ ولا لذَّتْ لشاربها الخمر ) .
( كأنّ بني القعقاع يوم مُصابه ... نجومُ سماءٍ خَرَّ من بينها البدر ) .
( تُوُفِّيت الآمالُ يومَ وفاته ... وأصبح في شُغْل عن السَّفْر السفْر ) .
ثم قال سرق أبو تمام أكثر هذه القصيدة فأدخلها في قصيدته .
( كذا فليجِلَّ الخطبُ ولْيفدَحِ الأمرُ ... وليسَ لعين لم يَفضْ ماؤُها عُذْر ) .
أخبرني الصولي قال حدثني محمد بن موسى قال .
كان أبو تمام يعشق غلاما خزريا للحسن بن وهب وكان الحسن يتعشق غلاما روميا لأبي تمام فرآه أبو تمام يوما يعبث بغلامه فقال له والله لئن أعنقت إلى الروم لنركضن إلى الخزر فقال له الحسن لو شئت