( حسن هاتيكَ في العيون وهذا ... حسنه في القلوب والأسماع ) .
فقال محمد بن الهيثم ومن لا يعطي على هذا ملكه والله لا بقي في داري ثوب إلا دفعته إلى أبي تمام فأمر له بكل ثوب كان يملكه في ذلك الوقت .
أخبرنا محمد بن العباس اليزيدي قال حدثني عمي الفضل قال لما شخص أبو تمام إلى عبد الله بن طاهر وهو بخراسان أقبل الشتاء وهو هناك فاستثقل البلد وقد كان عبد الله وجد عليه وأبطأ بجائزته لأنه نثر عليه ألف دينار فلم يمسسها بيده ترفعا عنها فأغضبه وقال يحتقر فعلي ويترفع علي فكان يبعث إليه بالشيء بعد الشيء كالقوت فقال أبو تمام .
( لم يبق للصيف لا رسمٌ ولا طَلَلُ ... ولا قشيبٌ فَيُسْتكْسى ولا سَمَلُ ) .
( عدلٌ من الدمع أن يُبكى المَصيفُ كما ... يُبكى الشبابُ ويُبكى اللهوُ والغَزلُ ) .
( يُمْنَى الزمانِ انقضى معروفُها وغَدَتْ ... يُسْراه وهْي لنا من بعدها بَدَل ) .
فبلغت الأبيات أبا العميثل شاعر آل عبد الله بن طاهر فأتى أبا تمام واعتذر إليه لعبد الله بن طاهر وعاتبه على ما عتب عليه من أجله وتضمن له ما يحبه ثم دخل إلى عبد الله فقال أيها الأمير أتتهاون بمثل أبي تمام وتجفوه فوالله لو لم يكن له ماله من النباهة في قدره والإحسان في شعره والشائع من ذكره لكان الخوف من شره والتوقي لذمه يوجب على مثلك رعايته ومراقبته فكيف وله بنزوعه إليك من الوطن وفراقه السكن وقد قصدك عاقدا بك أمله