وتقدمونه على من يتقدمه وتنسبون إليه ما قد سرقه فقال له عصابة إحسانه صيرك له عائبا وعليه عاتبا .
أخبرني الصولي قال حدثنا الحسن بن وداع كاتب الحسن بن رجاء قال .
حضرت أبا الحسين محمد بن الهيثم بالجبل وأبو تمام ينشده .
( أَسْقَى ديارَهُمُ أجشُّ هَزيمُ ... وغدتْ عليهمْ نضرةٌ ونعيمُ ) .
قال فلما فرغ أمر له بألف دينار وخلع عليه خلعة حسنة وأقمنا عنده يومنا فلما كان من غد كتب إليه أبو تمام .
( قد كسانا من كُسوةِ الصيف خِرْقٌ ... مكتسٍ من مَكارمٍ ومَساعِ ) .
( حُلَّةً سابريَّة ورِداءً ... كسَحا القيضِ أو رداءِ الشُّجاع ) .
( كالسَّراب الرَّقْراق في الحسن إلا ... أنه ليس مثلَه في الخِداع ) .
( قَصَبِيًّا تسترجِفُ الريحُ مَتنيه ... بأمرٍ من الهُبوب مطاع ) .
( رَجَفانا كأنه الدهرَ منه ... كبِدُ الضَّبِّ أو حشا المُرْتاع ) .
( لازما ما يليه تحسِبه جُزْءاً ... من المَتْنَتَيْنِ والأضلاع ) .
( يَطردُ اليومَ ذا الهَجير ولو شُبِّهَ ... في حرِّه بيوم الوَداع ) .
( خِلعةً من أغرَّ أرْوَعَ رَحْب الصَّدر ... رحب الفؤاد رحْب الذراع ) .
( سوف أكسوك ما يُعَفِّي عليها ... من ثناء كالبُرد بُرْدِ الصَّناع )