( أضحى سميُّ أبيك فيك مصدِّقا ... بأجلّ فائدةٍ وأيمن فالِ ) .
( ورأيتني فسألتَ نفسك سَيْبَها ... لِي ثم جُدْت وما انتظرتَ سؤالِي ) .
( كالغيث ليس له - أُريد غمامه ... أو لم يرد - بُدٌّ من التَّهطالِ ) .
فتعانقا وجلسا وقال له الحسن ما أحسن ما جلوت هذه العروس فقال والله لو كانت من الحور العين لكان قيامك لها أوفى مهورها .
قال محمد بن سعد وأقام شهرين فأخذ على يدي عشرة آلاف درهم وأخذ غير ذلك مما لم أعلم به على بخل كان في الحسن بن رجاء .
أخبرني الصولي قال حدثني عون بن محمد قال .
شهدت دعبلا عند الحسن بن رجاء وهو يضع من أبي تمام فاعترضه عصابة الجرجرائي فقال يا أبا علي اسمع مني ما قاله فإن أنت رضيته فذاك وإلا وافقتك على ما تذمه منه وأعوذ بالله فيك من ألا ترضاه ثم أنشده قوله .
( أما إنه لولا الخليطُ المودِّعُ ... ومغنًى عفا منه مَصِيفٌ ومَرْبَعُ ) .
فلما بلغ قوله .
( هو السيلُ إن واجهته انقدْتَ طَوْعَه ... وتقتادُه من جانبيه فيَتبعُ ) .
( ولم أر نفعاً عند من ليس ضائراُ ... ولم أر ضُرّاً عند من ليس ينفع ) .
( مَعادُ الوَرَى بعد الممات وسيبُه ... معادٌ لنا قبل المماتِ ومَرجِع ) .
فقال له دعبل لم ندفع فضل هذا الرجل ولكنكم ترفعونه فوق قدره