( فلستُ أدري من أين تنفق لولا ... أن ربي يَمُدّ في هبتك ) .
فأمر له بعشرة أخرى فأخذها وخرج .
أخبرني محمد بن يحيى الصولي قال حدثنا عون بن محمد الكندي قال حدثنا محمد بن سعد أبو عبد الله الرقي وكان يكتب للحسن بن رجاء قال .
قدم أبو تمام مادحا للحسن بن رجاء فرأيت منه رجلا عقله وعلمه فوق شعره فاستنشده الحسن ونحن على نبيذ قصيدته اللامية التي امتدحه بها فلما انتهى إلى قوله .
( أنا مَن عَرَفْت فإن عرتكَ جَهالة ... فأنا المقيمُ قِيامةَ العُذّالِ ) .
( عادتْ له أيامه مُسْوَدَّة ... حتى توهم أنهن ليالِ ) .
فقال الحسن والله لا تسود عليك بعد اليوم فلما قال .
( لا تنكري عَطَل الكريم من الغنى ... فالسيل حربٌ للمكان العالي ) .
( وتنظُّري حَيْث الركابُ ينصُّها ... محيي القريضِ إلى مميت المالِ ) .
فقام الحسن بن رجاء على رجليه وقال والله لا أتممتها إلا وأنا قائم فقام أبو تمام لقيامه وقال .
( لما بلغنا ساحةَ الحَسن انقضَى ... عنا تملُّكُ دولةِ الإِمحالِ ) .
( بسطَ الرجاء لنا برغْم نوائبٍ ... كَثُرتْ بهن مصارعُ الآمالِ ) .
( أغلَى عَذارى الشعرِ إنّ مُهورَها ... عند الكرام وإن رَخُصن غَوالِ ) .
( تَرِدُ الظُّنونُ بنا على تصديقها ... ويُحَكِّم الآمالَ في الأموالِ )