وأهلي وأكون المقدم فقال إنه لم يمت من رثي بهذا الشعر أو مثله .
الواثق وابن أبي دواد وخالد الشيباني يمدحونه .
أخبرني أبو الحسن الأسدي قال حدثنا الحسن بن عليل العنزي قال حدثني إسحاق بن يحيى الكاتب قال .
قال الواثق لأحمد بن أبي دواد بلغني أنك أعطيت أبا تمام الطائي في قصيدة مدحك بها ألف دينار قال لم أفعل ذلك يا أمير المؤمنين ولكني أعطيته خمس مئة دينار رعاية للذي قاله للمعتصم .
( فاشدُدْ بهارونَ الخلافةَ إنه ... سَكَنٌ لوَحشتها ودارُ قَرارِ ) .
( ولقد علمت بأن ذلك مِعْصمٌ ... ما كنتَ تتركه بغير سوارِ ) .
فابتسم وقال إنه لحقيق بذلك .
أخبرني علي بن سليمان قال حدثنا محمد بن يزيد النحوي قال .
خرج أبو تمام إلى خالد بن يزيد بن مزيد وهو بأرمينية فامتدحه فأعطاه عشرة آلاف درهم ونفقة لسفره وقال تكون العشرة الآلاف موفورة فإن أردت الشخوص فاعجل وإن أردت المقام عندنا فلك الحباء والبر قال بل أشخص فودعه ومضت أيام وركب خالد يتصيد فرآه تحت شجرة وبين يديه زكرة فيها شراب وغلام يغنيه بالطنبور فقال أبو تمام قال خادمك وعبدك قال ما فعل المال فقال .
( عَلَّمني جودُكَ السماحَ فما ... أبقيت شيئاً لديّ من صِلَتكْ ) .
( ما مرّ شهر حتى سمحتُ به ... كأنّ لي قدرةً كمقدُرتِك ) .
( تُنفق في اليوم بالهبات وفي الساعة ... ما تجتنيه في سَنَتك )