تمام فلما مات اقتسم الشعراء ما كان يأخذه .
أخبرني عمي والحسن بن علي ومحمد بن يحيى وجماعة من أصحابنا وأظن أيضا جحظة حدثنا به قالوا حدثنا عبيد الله بن عبد الله بن طاهر قال .
لما قدم أبو تمام إلى خراسان اجتمع الشعراء إليه وسألوه أن ينشدهم فقال قد وعدني الأمير أن أنشده غدا وستسمعوني فلما دخل على عبد الله أنشده .
( هنَّ عوادي يوسف وصواحبُهْ ... فعزما فقدِما أدرك السؤلَ طالبُهْ ) .
فلما بلغ إلى قوله .
( وقَلقلَ نأْيٌ من خراسان جأْشَها ... فقلتُ اطمئني أنضرُ الروض عازبُهْ ) .
( وركبٍ كأطراف الأسنة عَرَّسوا ... على مثلها والليل تسطو غياهِبه ) .
( لأمر عليهم أن تتم صُدورُه ... وليس عليهم أن تتم عواقبه ) .
فصاح الشعراء بالأمير أبي العباس ما يستحق مثل هذا الشعر غير الأمير أعزه الله وقال شاعر منهم يعرف بالرياحي لي عنده أعزه الله جائزة وعدني بها وقد جعلتها لهذا الرجل جزاء عن قوله للأمير فقال له بل نضعفها لك ونقوم له بما يجب له علينا فلما فرغ من القصيدة نثر عليه ألف دينار فلقطها الغلمان ولم يمس منها شيئا فوجد عليه عبد الله وقال يترفع عن بري ويتهاون بما أكرمته به فلم يبلغ ما أراده منه بعد ذلك .
أخبرني أبو مسلم محمد بن بحر الكاتب وعمي عن الحزنبل عن سعيد بن جابر الكرخي عن أبيه