وقوله .
( لو يقدرونَ مَشَوْا على وَجَناتهم ... وجباههم فضلاً عن الأقدامِ ) .
لكفتاه .
أخبرني عمي قال حدثني عبيد الله بن عبد الله بن طاهر قال .
كان عمارة بن عقيل عندنا يوما فسمع مؤدبا كان لولد أخي يرويهم قصيدة أبي تمام .
( الحق أبلج والسيوف عَوارِ ... ) .
فلما بلغ إلى قوله .
( سُودُ اللباسِ كأنما نَسَجَت لهم ... أيدي السَّموم مَدارِعا من قارِ ) .
( بَكَروا وأسْرَوا في مُتون ضوامرٍ ... قِيدَت لهم من مَرْبط النَّجارِ ) .
( لا يبرَحون ومن رآهم خالهم ... أبدا على سَفَر من الأسفارِ ) .
فقال عمارة لله دره ما يعتمد معنى إلا أصاب أحسنه كأنه موقوف عليه .
أخبرني محمد بن يحيى الصولي قال حدثني أبو ذكوان قال قال لي إبراهيم بن العباس ما اتكلت في مكاتبتي قط إلا على ما جاش به صدري وجلبه خاطري إلا أني قد استحسنت قول أبي تمام .
( فإن باشر الإصحار فالبِيضُ والقنا ... قِراهُ وأحواضُ المنايا مناهلُه )