( ومن عادة الأيام أنَّ صروفها ... إذا سَرَّ منها جانبٌ ساءَ جانب ) .
( لعمري لقد غال التجلدَ أننا ... فقدناك فقد الغيثِ والعامُ جادب ) .
( فما أعرفُ الأيامَ إلا ذميمةً ... ولا الدهرَ إلا وهو بالثأرِ طالب ) .
( ولا لي من الإخوان إلا مكاشِرٌ ... فوجه له راضٍ ووجه مُغاضِب ) .
( فقدتُ فتىً قد كان للأرض زِينة ... كما زَيَّنَتْ وجهَ السماء الكواكب ) .
( لعمري لئن كان الردَى بك فاتني ... وكلُّ امرىء يوما إلى الله ذاهب ) .
( لقد أخذتْ مني النوائبُ حكمَها ... فما تركتْ حَقا عليَّ النوائب ) .
( ولا تركتني أرهبُ الدهرَ بعدَه ... لقد كلَّ عني نابُه والمخالب ) .
( سقى جَدَثاً أمسى الكريمُ ابنُ صالح ... يَحُلّ به دان من المزن ساكب ) .
( إذا بشَّرَ الرُّواد بالغيث برقه ... مَرَتْه الصَّبا واستحْلبته الجنائب ) .
( فغادر باقي الدهر تأثيرُ صَوْبه ... رَبيعا زَهَت منه الرُّبا والمَذائب ) .
أخبرني أحمد بن جعفر جحظة قال حدثني المبرد قال .
لم يزل محمد بن صالح محبوسا حتى توصل بنان له بأن غنى بين يدي المتوكل في شعره .
( وبدا له من بعد ما اندمل الهوى ... برق تألق مَوْهِنا لمعانُهُ ) .
فاستحسن المتوكل الشعر واللحن وسأل عن قائله فأخبر به وكلم في أمره وأحسنت الجماعة رفده وقام الفتح بأمره قياما تاما فأمر بإطلاقه من حبسه على أن يكون عند الفتح وفي يده حتى يقيم كفيلا بنفسه ألا يبرح من سر من رأى فأطلق وأخذ عليه الفتح الأيمان الموثقة ألا يبرح من سر من رأى إلا بإذنه ثم أطلقه