حميد وكانا يتقارضان الأشعار ويتكاتبان بها وفي سعيد يقول محمد بن صالح العلوي .
( أصاحِبُ من صاحبتُ ثُمَّتَ أَنثَنِي ... إليك أبا عثمانَ عطشانَ صاديا ) .
( أبى القلبُ أن يُرْوى بهمْ وهو حائمٌ ... إليك وإن كانوا الفروعَ العواليا ) .
( ولكن إذا جئناكَ لم نبغ مشرَباً ... سِواك ورَوَّيْنا العظامَ الصَّواديا ) .
قال عبد الله بن طالب .
وكان بعض بني هاشم دعاه فمضى إليه وكتب سعيد إليه يسأله المصير إليه فأخبر بموضعه عند الهاشمي فلما عاد عرف خبر سعيد وإرساله إليه فكتب إليه بهذه الأبيات .
قال عبد الله وشرب يوما هو وسعيد بن حميد فسكر محمد بن صالح قبله فقام لينصرف والتفت إلى سعيد وقال له .
( لعمرُك إنني لما افترقنا ... أخو ضِنّ بخُلصاني سعيدِ ) .
( تبقَّته المدامُ وأزعجتنِي ... إلى رحلي بتعجيل الورودِ ) .
سعيد بن حميد يرثي صديقه محمد بن صالح .
قال وتوفي محمد بن صالح بسر من رأى وكان يجهد في أن يؤذن له في الرجوع إلى الحجاز فلا يجاب إلى ذلك فقال سعيد يرثيه .
( بأيّ يد أسطو على الدهرِ بعدما ... أبان يدي عضْبُ الذُّبابين قاضبُ ) .
( وهاضَ جَناحي حادثٌ جَلَّ خطبُه ... وسُدَّت عن الصبر الجميل المذاهب )